بعد مصر وقطر، وبانتظار قرار اماراتي، الهند تختار المقاتلة رافال


بعد سنوات من المباحثات الحثيثة، وقّع في نيودلهي في ٢٣/٠٩ على عقد توريد ٣٦ مقاتلة فرنسية من نوع رافال الى سلاح الجو الهندي. وهو العقد الثالث التي توقعه فرنسا لتصدير مقاتلتها الحديثة بعد عقدي مصر (٢٤) وقطر (٢٤)، في حين تستمر المباحثات مع الجانب الاماراتي.

بعد سنوات طويلة من الانتظار والمراوحة، جاء الاقبال على الرافال من قبل ثلاث بلدان لديها خبرة طويلة مع التكنولوجيا العسكرية الفرنسية ومع المقاتلات الفرنسية بالتحديد. ولمصر وقطر والهند متطلبات عسكرية وعملانية محددة جداً، بحيث ان سلاحها الجوي بحاجة لمقاتلة متعددة المهام ومجربة قتالياً، فكان اختيار الرافال بعد ابعاد عدة خيارات اخرى لطائرات منها ما زالت قيد التطوير، او تنتظر معمودية النار، او انها اظهرت سريعاً حدود امكاناتها العملانية وامكانية تطويرها واستيعابها لتكنولوجيات حديثة. لعبت بالطبع العلاقات السياسية الاستراتيجية لصالح اختيار الرافال من قبل مصر وقطر والهند، كما كان لثقل فرنسا العسكري والاستراتيجي والديبلوماسي ووجودها كقوة فاعلة في القضايا الدولية والعربية والآسيوية الاثر المباشر على هكذا قرار.

rafale

وللجانب المالي والاقتصادي دور كبير ايضاً في اتخاذ قرار اختيار المنظومة القتالية رافال من قبل شركاء فرنسا الاستراتيجيين، خاصة وان العروض الفرنسية تطورت لتواكب تطور امكانات الشريك المصري والقطري والهندي ولتواكب ايضاً اولوياته الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية.

ان مصر وقطر والهند بحاجة للمزيد من المقاتلات المتطورة والمتعددة المهام وقد تطلب تلك الدول اعداداً اضافية من الرافال في مراحل اخرى لمواكبة حاجاتها العملانية. لكن الامارات العربية المتحدة، وهي التي تستضيف قاعدة عسكرية فرنسية على اراضيها تعبيراً لالتزام فرنسا بأمنها، من اشد المتحمسين لضمّ المقاتلة رافال الى اسطولها الجوي، وان قررت قيادتها التريّث قليلاً قبل اتخاذ قرارها. فولي عهد ابوظبي ونائب قائد القوات المسلحة الاماراتية الشيخ محمد بن زايد آل النهيان، والذي قاد سلاح الجو الاماراتي وكان من الطيارين الاوائل الذين اختاروا الميراج ٢٠٠٠، يعرف تماماً القيمة العسكرية والقتالية والاستراتيجية للرافال كم يدرك تماماً مدى تأثير انضمام هذه المقاتلة الى الجيش الاماراتي على التفاعل والتكامل بينه وبين الجيش الفرنسي الحليف. والقيادة الاماراتية، التي اختارت ان تعتمد الى حد كبير على مساندة القوات الفرنسية في العمليات الحربية من ليبيا الى سوريا مروراً باليمن، تولي اهتماماً خاصاً بتأمين الاستمرارية للتعاون العسكري والاستراتيجي مع فرنسا عبر التفاهم مع باريس حول احداث نقلة نوعية لصالح منظومة الدفاع الاماراتية عبر ضم المقاتلة رافال والدرون المقاتل نورون من اجل ضمان تفوّق نوعي في الجوار.

Scroll to Top