لبنان: محاولات متكررة لإعادة إحياء الاهتمام بملف النفط والغاز


في موازاة محاولات تحريك الملف الرئاسي بالرغم من جمود الاوضاع الاقليمية المؤثرة مباشرة وغير مباشرة على لبنان، يحاول البعض اعادة إنعاش ملف النفط والغاز المجمّد حكماً منذ دخلت البلاد في دوامة الفراغ والتعطيل الدستوري. المبادرة اليوم في يد رئيس مجلس النواب نبيه برّي، تجاريه في مسعاه هذا جهات عدة منها وزارية (بدءاً برئيس الوزراء تمام سلام وصولاً الى وزير الطاقة أرتور نظريان)، ونيابية (بدءاً برئيس لجنة الاشغال والنقل والطاقة وصولاً الى نواب ساعين وراء اي ملف يتلهون به)، وتقنية (بدءاً بهيئة ادارة قطاع النفط وصولاً الى رزمة من الاختصاصيين المحليين و”الخارجيين”)، واقتصادية (بدءاً بالهيئات الاقتصادية وصولاً الى المنظّرين لاقتصاد وطني مبني على الثروة النفطية)، واعلامية (بدءاً بالمستشارين المسيسين وصولاً للصحافيين المتخصصين).

تسويق الملف ممكن اليوم بنظر الرئيس بري والساعين لتفعيله مجدداً بحكم توفر ما يكفي من حجج، البعض منها منطقي: الضغط الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه لبنان اليوم، خطر تطاول اسرائيل على مصالح لبنان النفطية والغازية في المناطق المتنازع عليها بحراً، الاكتشافات الكبرى التي حققتها دول مجاورة وخصوصاً مصر، والمشاريع الإقليمية لتصدير الغاز المكتشف في دول شرق المتوسط عبر مصر والتي من شأنها التأثير على ثروة لبنان النفطية والغازية المحتملة، التحولات الجيوسياسية في منطقة الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط الخ.

وربما ايضاً من أسباب او تفسيرات اعادة طرح موضوع النفط والغاز اليوم، استحقاقات سياسية لبنانية داخلية وأولها انتخاب رئيس جديد و/او إعادة تكوين أشمل للسلطة السياسية. لكن الاندفاع هذا يبقى لبنانياً اليوم، بعد ان بلغ الاهتمام الخارجي بملف النفط والغاز اللبناني أدنى مستوياته بفعل العراقيل والمماطلات وبسبب التطورات الحاصلة في محيطنا وفي أسواق الطاقة العالمية. لذا، يسعى من ينكب على تحريك الملف محلياً الى جذب اهتمام الخارج من دول اقليمية قد تساهم في تطوير قدرات لبنان النفطية والغازية بمختلف الطرق، قوى دولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية التي كلفت مساعد وزير خارجيتها لشؤون الطاقة أموس هوشتاين متابعة الملف اللبناني وخصوصاً ملف النزاع الحدودي مع اسرائيل، وشركات قد لا تبدي اليوم الاندفاع ذاته الذي ابدته عند إطلاق ملف النفط والغاز.

يتناول هذا التقرير، المعدّ من قبل MESP والمخصص للمشتركين، كافة هذه المواضيع ويقيّم حظوظ نجاح هذه المبادرة.

Scroll to Top