الحرب على داعش: هل حان وقت قيام تحالف اقليمي-دولي جامع للقضاء على داعش؟


داعش منظمة تكفيرية اعتمدت العنف والارهاب للتمدد ولتثبيت مواقعها. مشروعها عابر لا بل خارق للحدود ويهدد العالم اجمع. الدولة الاسلامية تتمدد على كافة الساحات وهذا امر مسلّم به. فمن يقاومها اليوم، بجدية وفاعلية؟ لا أحد.

(١) الجيش العراقي والجيش السوري والمنظمات المنضوية تحت راية الاسلام الشيعي تتجنب مواجهتها مباشرة، فيما تحاربها، من اجل مكاسب تكتيكية، منظمات سنية اخرى (جيش الفتح الخ) او انظمة سنية (بهدف ابعاد خطر امني محدق)، منفردة او ضمن تحالف دولي.

(٢) التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يكتفي اليوم بدور محدد ومحدود، يطوق داعش في بعض الميادين وهو لن يقضي بالطبع على التنظيم.

داعش معضلة اسلامية وتشكل تهديد للمنطقة وللعالم ولمصالح القوى الاقليمية والدولية، فلن يأتي الحل الا من خلال جبهة اقليمية-دولية ومن خلال تفاهمات كبرى تتخطى داعش نفسها. فمن يجب ويقدر ان يقضي عليها؟

(١) إيران، القوى الاقليمية الشيعية والغير عربية، ليست هي الحل. بل هي جزء من الحل.

(٢) المملكة العربية السعودية، السنية الوهابية، والطامحة لفرض نفسها كلاعب اساسي في الترتيبات الاقليمية، ليست الحل ايضا، بل هي جزء منه.

(٣) كما القوى الاقليمية الاخرى، اكانت مصر الجديدة ذات النظام العسكري الصارم او تركيا الاسلامية ذات التوجه الإخواني الواضح.

(٤) المجتمع الدولي والقوى الكبرى لا يمكن ان تكون الحل لدحر التهديد الداعشي، ولكن لا يمكن الا ان تكون جزء منه.

جميع الاطراف تعلم ذلك وجميعها يسعى لتسريع قيام التوافق الذي يسمح بقيام الجبهة التي ستهزم داعش. لكن كل طرف يريد ضمان مصالحه مسبقاً، فهذا ما قد يفسر التخاذل في مواجهة الدولة الاسلامية حتى الآن.

عدة اشارات توحي بذلك:

(١) انسحاب جيش حيدر العبادي امام تقدم داعش في المناطق السنية بدون مقاومة؛

(٢) تصريحات وزير الدفاع الاميركي حول عدم وجود ارادة لدى الجيش العراقي لقتال داعش؛

(٣) تصريحات الجنرال الايراني قاسم سليماني حول عدم وجود نية لدى الولايات المتحدة لمحاربة داعش؛

(٤) التسريبات حول محدودية عمليات القصف الجوي للتحالف الدولي؛

(٥) انسحاب الجيش السوري المدعوم ايرانياً وروسياً امام تقدم داعش في المناطق السنية بدون مقاومة؛

(٦) تجنب الميليشيات الشيعية للحشد الشعبي من مجابهة داعش بانتظار التزام القبائل السنية؛

(٧) تجنب حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم ايرانياً والجيش اللبناني الوطني المدعوم سعودياً وغربياً من فتح الجبهة ضد داعش؛

(٨) الخطابات والبروباغاندا التي تضخم الخطر الداعشي الذي اصبح بمنزلة “التهديد الوجودي”؛

(٩) غياب ارادة واضحة لدى دول قد تكون مهددة هي ايضا من داعش كالأردن والسعودية وتركيا من فتح جبهات مواجهة مباشرة مع التنظيم الارهابي.

فالحقيقة هي ان الجميع يريد ان يشارك في لجم خطر داعش لمقايضة مساهمته العسكرية والامنية والمالية والاعلامية الخ بنفوذ على الخارطة الجيوسياسية التي يعاد رسمها حاليا. ولكن لا أحد يريد ان يذهب وحيداً في المخاطرة ومن دون ضمانات عسكرية او امنية او سياسية. هل سننتظر ٢٠١٦ كي ترسل واشنطن الدعوات للخروج بترتيبات اقليمية تفتح الباب لترميم وتوسيع وتوحيد الجبهة التي ستقضي على داعش؟ ام ان التطورات الميدانية قد تسرع الامور؟

Scroll to Top