بعد النجاحات المتكررة للصناعات الدفاعية الفرنسية في الاسواق العالمية والعربية وفي الوقت الذي فرضت فرنسا نفسها كشريك استراتيجي وعسكري للدول الخليجية ولمصر، استنفر البريطانيون طاقاتهم من اجل التشويش على باريس وعلى علاقاتها بتلك الدول خوفا من المنافسة الفرنسية الشرسة لمصالحها التجارية في المنطقة.
فتكررت زيارات المسؤولين البريطانيين للخليج وللقاهرة، واوفد الامير شارلز للترويج للمصالح التجارية البريطانية لدى دول مجلس التعاون الخليجي ولدى المملكة الاردنية، كما قررت بريطانيا توسيع نشاط مكاتبها التجارية والاقتصادية في مصر. كذلك تكررت زيارات القطع العسكرية البريطانية للكويت والخليج، وطور البريطانيون وجودهم في معرض ايديكس في ابوظبي، كما عمدوا الى استقبال قادة ومسؤولين عرب وخليجيين بحفاوة زائدة في لندن ومن بينهم وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري حمدان بن علي العطية الذي دعاه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون لزيارة لندن بداية الشهر الحالي.
ومن دلائل الحملة المضاضة التي اطلقها لوبي الدفاع البريطاني وعلى رأسه بي آي أي سيستمز صانع المقاتلة الاوروبية اوروفايتر، ضد الفرنسيين الذين يأملون ان يستحصلوا على قسم مهم من مشتريات الدفاع لبلدان الخليج والتي تقدر لهذه السنة ب١٣٥مليار دولار، بعد نجاحهم في مصر التي اشترت ٢٤مقاتلة رافال وفرقاطة متطورة ب٥مليارات دولار تقريبا، التسريبات المتكررة التي تهدف الى التشويش على مسار المفاوضات بين باريس متمثلة بصناعييها وبوزير دفاعها النشيط جان ايڤ لودريان وبين شركاء فرنسا في المنطقة.
وتعتمد حملة التشويش هذه ضد الفرنسيين، وهي احدى اساليب الحرب الاقتصادية بين الدول، على تسريبات ينقلها اعلام محترم من اجل استغلال مصداقيته وجديته، كما يلجاء البريطانيون ايضا الى اعلام وهمي يكون بمثابة غرف سوداء تفبرك فيها التحاليل والمعلومات المضللة والتي لن تجد من يتبناها في الاعلام الجدي. هذا ما يسمح لمراكز ابحاث وهمية ولمواقع اليكترونية “نائمة” ان تساهم في الحملات هذه، وهي مراكز ومواقع وجدت لتتحرك على اشارة من مشغليها لتبث الشائعات والتسريبات المضللة…