ان ارباك المجموعات الارهابية المتمركزة داخل الاراضي اللبنانية بالقرب من الحدود السورية وفي المناطق النائية، تحت الضغط العسكري والامني والمخابراتي المتعدد الاوجه، وتقهقر خلاياها في الداخل اللبناني، سرع في قرار داعش وجبهة النصرة واخواتهما بفتح جبهة لبنان. وهم بذلك قد اختاروا التوقيت الاسوأ بالنسبة اليهم لفتح جبهة “ولاية” لبنان لسببين:
الاول هو سبب امني عسكري: جهوزية الوحدات القتالية في الجيش اللبناني، التنسيق الميداني المتقدم بين الاجهزة المعنية بالحرب على الارهاب التكفيري، الدعم المخابراتي والتقني والعملاني الخارجي، تطور المعارك في الجانب السوري ونتائجها، قرار قيادة حزب الله الحازم بحرمان الدولة الاسلامية والقاعدة من تثبيت وجودهما في مناطق نفوذه في لبنان وعدم التردد في زج وحدات النخبة لحزب الله في المواجهة؛
والثاني سياسي محلي واقليمي ودولي: خلع الغطاء المذهبي عن المواجهة وحرمان المنادين بالفكر التكفيري من اي بيئة حاضنة لافكارهم، انخراط الاجهزة السعودية المختصة بمواجهة الارهاب التكفيري تدريجيا وانطلاقا من حيث امكن، التناغم الحاصل على جبهة محاربة الارهاب بين الولايات المتحدة وايران في مواجهة الهجمة التكفير.
بذلك تكون الدولة الاسلامية (مشروع “خلافتها” يشمل لبنان) وجبهة النصرة (على الساحة اللبنانية، الدولة الاسلامية والقاعدة تلتقيان عملانيا) قد قررتا فتح جبهة جديدة بتوقيت غير موفق و ضمن موازين قوى عسكرية وسياسية محلية وخارجية لصالح الفريق الخصم. على اي حال لا خيار للجيش اللبناني الا كسب المعركة ولا خيار للبنانيين الا دعم المؤسسة العسكرية في معركتها الحاسمة ضد الارهاب وضد الجهاد العالمي. ولا خيار لاصدقاء لبنان الاقليميين والدوليين الا مساندته في معركة الوجود هذه.