الحرب الاستباقية على الارهاب التكفيري بدأت تعطي ثمارها بحيث ان الاجهزة الامنية تحقق النجاح تلو الآخر في تفكيك الخلايا المرتبطة بالجهاد العالمي وبتنظيم القاعدة ومتفرعاته وبتنظيم داعش والمرتبطة ايضا باجهزة مخابرات عدة. يفسر هذا النجاح حتى الآن بعدة عوامل ومنها:
– الجهوزية القصوى والمهنية العالية للاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية والخبرة التي اكتسبتها تلك الاجهزة في السنوات الاخيرة عبر محاربة ظاهرة الارهاب العشوائي الذي تسلل الى لبنان عبر نوافذ متعددة.
– الغطاء السياسي التي تتحصن به الاجهزة اليوم والذي هو نتيجة التوافق السياسي الذي بدى واضحا ولو بحده الادنى في حكومة جامعة يتمثل بها طرفا النزاع المحليين.
– الاستثمار العالي الكفاءة للتجهيز والمعدات المتطورة التي اصبحت بحوزة الاجهزة التي اصبحت قادرة (من ناحية العنصر البشري) على استيعاب تقنيات حديثة.
– التنسيق العملاني العالي فيما بين الاجهزة وقادتها والتفاعل المستمر فيما بين الوحدات المتخصصة بمكافحة الارهاب التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية.
– التنسيق العملاني، بعيدا من التجاذبات السياسية، بين الاجهزة اللبنانية واجهزة اقليمية ودولية معنية مباشرة بمكافحة الارهاب.
ومقابل نقاط القوة هذه هنالك نقاط ضعف يستغلها الارهابيون ومن يشغلهم ومنها:
– اللعب على الوتر الطائفي وعلى التجاذبات السياسية المحلية وحتى التجاذبات الجيوسياسية ايضا من اجل فك لحمة الاجهزة ووضعها مجددا بمواجهة بعضها البعض مما يؤثر حتما على فعاليتها.
– محاولة البعض تسييس قرارات امنية لها مردود امني مباشر على لبنان في الظرف الحالي الاستثنائي : فرض تأشيرات دخول على الرعايا العرب من دول الخليج (قرار ربما اراده الخليجيون انفسهم من اجل ردع المضللين)، وقف تدفق الفلسطينيين من مخيم اليرموك السوري (لعدم امكانية مراقبتهم في المخيمات)، تنظيم الوجود السوري في لبنان ووضع برنامج لمواكبة عودتهم الى سوريا (من خلال التعاون مع المنظمات الدولية والسلطات المعنية)، تشديد المراقبة حول انشطة بعض الجمعيات (المخروقة مخابراتيا)، ملاحقة اوكار الارهاب التكفيري في المناطق كافة، التضييق على المنابر الشعبوية التي تهيء للبيئة الحاضنة للفكر التكفيري، ضبط الحدود، الخ.
فالمنظمات الارهابية والتي لديها اجندات سياسية وجيوسياسية، بعلمها او من دون علمها، تريد استغلال التطورات الاقليمية والدولية كما تسعى للافادة من مكامن الضعف في التركيبة السياسية والطائفية اللبنانية من اجل احراز بعض الخروقات على الساحة اللبنانية. في المقابل، وبالرغم من خلافاتهم الحادة واختلافاتهم الكبرى، يضع القسم الاكبر من اللبنانيين آماله باجهزته الامنية مجتمعة ويتخطوا الانقسامات السياسية حول مواضيع محورية واساسية اكانت محلية او اقليمية، مباركين وحدة الاجهزة الامنية والعسكرية وداعمين لقياداتها. ومن اراد الخروج عن تلك الميثاقية الامنية فلا عليه الا ان يلوم نفسه.