اصبحت التجارة بمصطلح العنصرية تجارة مربحة اقتصاديا وعقائديا وسياسيا، يستغلها المضاربون وتجار الهيكل من اجل تضييق الخناق اكثر فاكثر على من يجرؤ على الدفاع عن لبنانيته.
في البلد الذي يستقبل مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين والسوريين والعراقيين والاكراد، وفي بلد يكاد يغرق بضيوفه اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وسياسيا وبيئيا، يأتينا من يعطينا الدروس بحسن الضيافة وبالعنصرية!
النظام السوري ومعارضوه وافواج المجاهدين على الارض السورية، الذين يرتكبون الفظائع بالابرياء السوريين والفلسطينيين والاكراد، يأخذون علينا “عنصريتنا” تجاه من هجروهم هم من بيوتهم وذلك بمجرد ان تسعى السلطات اللبنانية او حتى ان تفكر فقط بتنظيم الوجود العشوائي الخطير للاجانب في لبنان او بتنظيم عودتهم الى سوريا. والبلدان العربية القريبة والبعيدة والدول الاسلامية الاخرى والتي كلها مجتمعة لا تتحمل، نسبة الى حجم لبنان وامكاناته، ما نتحمله من عبء النزوح القادم من سوريا، هي ايضا تسمح لنفسها ان تعطي اللبنانيين دروسا في حسن استقبال الضيف. اما المجتمع الدولي الذي لا يزال يكرر وعوده بالدعم والمساندة، وهو الذي بمنظماته ودوله الغنية والواسعة لم يقبل الا ببضعة آلاف من النازحين ذوي السير الذاتية المتميزة، فيمارس الضغوط المعنوية والسياسية والاخلاقية والاقتصادية علينا من اجل التنازل عن سيادتنا وفتح حدودنا امام من اراد من السوريين والفلسطينيين والاكراد القدوم والعيش المستدام في لبنان.
وفي الداخل، يأتي دور الابواق المنظمة وغير المنظمة والممولة خارجيا او عربيا للتنكيل باللبناني فقط لانه قرر او فكر بتطبيق ما يطبقه العالم اجمع من قوانين من اجل حسن استيعاب اللاجئين وتحصين الاوضاع الداخلية في لبنان قبل المغامرة مجددا بمشاريع قد توصلنا الى ان تحل الازمتان الفلسطينية والسورية على حساب الكيان اللبناني.
ويتهم بالعنصرية اللبناني الشريف الخائف على ديمومة وطنه والحريص على كرامة المواطن السوري والمواطن الفلسطيني من خلال تنظيم عودتهما باسرع وقت الى ديارهما!
الوقاحة اصبحت، كما العنصرية في حق اللبناني، بلا حدود. شكرا لكل لبناني لمساهمته في التخفيف من معانات النازحين وشكرا للبنان لاستيعابه ما لم يقبل باستيعابه العالم اجمع وشكرا لكل لبناني صامد بوجه الحملات العنصرية من قبل ناكري الجميل والمتواطئين.