يتابع اهل الاختصاص من استراتيجيين وعسكريين ودبلوماسيين ومتخصصين بالشؤون الدولية في البلدان العربية، باهتمام كبير برامج تطوير التكنولوجيا العسكرية في اوروبا والعالم، وخاصة البرامج المتعلقة بالطيران والفضاء لما تحمل من دلالات على تقدم الصناعات المتخصصة وعلى التحولات التي تشهدها العقيدة الدفاعية والعسكرية والاستراتيجية للقوى العظمى والدول الصناعية. ومن بين تلك البرامج ذات الثقل التكنولوجي والسياسي والعسكري والاستراتيجي، ما هو متعلق بتطوير طائرات مقاتلة من دون طيار.
“نورون” : مفتاح اول برنامج فرنسي-اوروبي لطائرة مقاتلة من دون طيار
ان هذه الطائرة من دون طيار، والتي بدا تطويرها منذ ٢٠٠٣، اصبحت حقيقة في اول تحليق اختباري لها في فرنسا يوم الاول من كانون الاول ٢٠١٢. فبالفعل، لقد حلقت الطائرة (Neuron) لمدة ٢٥ دقيقية برفقة طائرة رافال من سلاح الجو الفرنسي، منذرة بمرحلة جديدة من التطوير والتجارب من اجل الوصول الى تصنيع النموذج الاقرب الى الطائرة التي ستحل بحلول ال٢٠٣٠ مكان الطائرات المقاتلة الاوروبية الحالية من رافال وغريبان والاوروفايتر. فبالفعل، يهدف البرنامج الذي اطلق عليه تسمية المنظومة الاوروبية المستقبلية للقتال الجوي (Future European Fighter Combat Air System) والتي تديره فرنسا من خلال شركة داسو افياشن (Dassault Aviation) وبمشاركة شركات اوروبية اخرى (ايطالية: Alenia Aermacchi، سويسرية : Ruag، اسبانية-اوروبية من خلال CASA-EADS، سويدية: SAAB ويونانية: HAI)، يهدف الى تطوير مقاتلة من دون طيار تجهز بها الجيوش الاوروبية والحليفة وتاخذ تدريجيا مكان الطائرات المتطورة الحالية بعد ان تواكبها لمرحلة في المهمات المتعددة والقتالية منها. ومن الممكن ان تلتحق بالمشروع الاوروبي الشركة البريطانية للطيران والفضاء (British Aerospace Systems)، والتي تطور حاليا طائرة من دون طيار اطلق عليها اسم تارانيس (Taranis) من المتوقع ان تحلق للمرة الاولى خلال السنة القادمة. علي اي حال، فان طائرة نورون التي اثبتت بتحليقها الناجح اليوم صوابية البرنامج الاكبر والاشمل لتطوير طائرة اوروبية مقاتلة من دون طيار، هي نقلة نوعية جديدة لصناعة الطيران الفرنسي والاوروبي وخطوة اكيدة باتجاه تثبيت الثقل العسكري الاستراتيجي لفرنسا ولشركائها الاوروبيين على الساحة الدولية للسنوات القادمة.