سوريا غارقة بين العرقنة واللبننة

موقع العالمية الإخباري، 17 أيار 2012.

للاسف فان السيناريو في سوريا كلاسيكي بامتياز، فالنظام الديكتاتوري والاستبدادي، حاول ان يستفيد من الترتيبات الاقليمية والدولية، للبقاء اطول فترة ممكنة في الحكم، لحين اندثرت الرمال من العيون وانهار فجأة كل شيء، فصحيح ان النظام يفشل الا انه يقاوم، ومن هنا يبدو ان السيناريوهات لم تعد متشابهة، اذ ان لكل حالة دينامية معينة ووتيرة معينة وقواعد محددة.

ووفق ما ننقله لكم من العالمية (www.alamiya.org) عن موقع “ميدل ايست ستراتيجيك بيرسبيكتيفز“، ان النظام في سوريا والذي هو نظام بعثي علوي، استفاد لعقود من الزمن، من عوامل معينة ساهمت في استمراريته،  اما الان فان حبة الرمل قد لعبت دورا مؤثرا لجهة البحث في مسألة شرعية النظام وسط الثورات العربية والصحوات الدينية، ففجأة انهار كل شيء حول نظام الاسد الذي يخسر كافة امكانياته، نعم كل شيء انهار تقريبا ما عدا قواته العسكرية والاجهزة الامنية، وبالتالي فانه يقاوم ويجد نفسه على مفترق طرق، متأملا ان يحافظ على استمراريته.

فبعكس الانظمة العربية الاخرى التي سقطت بشكل سريع، فان النظام السوري يرفض ان يستسلم معتمدا على 3 عوامل: اجهزته العسكرية كون النظام السوري يحتكر الامن، الاقليات التي توفر له الراحة الشرعية والدينية وحتى الاجتماعية والثقافية، بروز قضايا جيوسياسية اقليمية ودولية، توفر له ضمانا، ربما غير مؤقتا، على الجبهة الخارجية.

واوضح الموقع ان السيناريو في سوريا بدأ بشكل كلاسيكي: احتجاجات شعبية، قمع، مجلس وطني، تدخل خارجي وعربي…غير  ان هناك عاملا دخل على الخط: تنظيم القاعدة، اذ ان هناك خشية الان من ان يتم تحويل سوريا الى عراق اخر مع فتح الباب امام الجهاد.

ويؤكد الموقع ان هذه الفرضية محتملة في ظل الهجمات الدموية، والتي يقف وراءها مفجرين انتحاريين، بالرغم من التحفظات من هنا وهناك حول مخاطر تلاعب النظام نفسه بالجهاديين ، الا ان الخطر الاكبر وفق الموقع، هو “لبننة” الصراع السوري، اي تصعيد العنف ليخرج منه الجميع خاسر في نهاية المطاف.

وفي الختام يسأل الموقع: من دون التوصل الى حل سريع في سوريا، كما حصل في تونس ومصر، او من دون التوصل الى تسوية عسكرية، كما حصل في ليبيا، فهل بامكان المنطقة ان تتحمل اضمحلالا في هذا البلد المحوري كما حصل في اليمن، او في العراق او في افغانستان؟

Cliquez ici pour la version française.

 

Scroll to Top